كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الأحد، 2 نوفمبر 2014

قصائد عبد الوهاب - ردت الروح

رُدت الروح 
كلمات أحمد شوقي
ألحان وغناء محمد عبد الوهاب - مقام بياتي 1928 
رُدت الروح إحدى قصائد عبد الوهاب الأولى التي قدمها في مرحلة مبكرة من حياته الفنية، ومعظمها من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي. وينتمي لحن القصيدة في مجمله إلى المدرسة التقليدية القديمة في تلحين القصيدة والتي كان من روادها الشيخ سلامة حجازي وسار على نفس النهج الشيخ أبو العلا محمد الذي كان من أوائل من لحنوا لأم كلثوم. 

ونلاحظ أن مقام البياتي هو السائد في تلك القصائد، بالإضافة إلى كون الجمل اللحنية نفسها تكاد تكون متطابقة في قصائد مختلفة، سواء اختلف ملحنوها أوكانت لنفس الملحن. هذا يشير إلى أن القصيدة كقالب غنائي اختلفت في ألحانها في تلك الفترة عن غيرها من القوالب الغنائية مثل الدور في أن الطرب لم يكن هدفها وإلا لن نحصل على هذه الأنغام الرتيبة المتكررة إلى حد الملل. 

ماذا كانت وظيفة القصيدة إذاً؟ يبدو أن الكلمات والمعاني هي التي شكلت موضوع القصيدة الأول وليس اللحن، بدليل أنه كان يمكن "تركيب" كلمات قصيدة جديدة على لحن معروف دون أدنى حرج من المطرب ودون أي اعتراض من الجمهور. 
ويؤكد هذا التفسير ظهور ذلك النوع في وقت ازدهار قالب الدور وفي وجود ملحنيه الكبار. وربما، على هامش هذا التفسير، كانت رتابة لحن القصيدة كما كان يتوقعه الجمهور ويرتاح إليه، سببا في تجنب المجدد الأكبر سيد درويش تلحين القصائد بمفهومها السائد في ذلك الوقت. 

نضيف إلى ذلك تشابه المقاطع الموسيقية أو "اللزم" في هذا اللحن، وفي كل القصائد، وتقلصها إلى درجة متواضعة، وهي سمة المدرسة القديمة التي كانت تترك الساحة تماما للمطرب. وهي مدرسة نغمية أصلا لم تهتم بتوظيف الألحان للتعبير عن النص، وبلغ تشابه المقاطع الغنائية حد أن يشتبه الأمر على السامع فلا يمكنه تحديد إلى أي مقطع من القصيدة يستمع، إلا بالكلمات.
لم يستمر الحال هكذا طويلا فقد بدأ عبد الوهاب ثم رياض السنباطي الاهتمام أكثر بتلحين القصيدة وإضافة الابتكارات اللحنية إلى شكلها القديم. 

ونلاحظ في هذه القصيدة إضافة لحنية مبتكرة لعبد الوهاب، تعتبر إشارة مبكرة لنية عبد الوهاب في التغيير، في جملة "فشكا الحرقة مما استودعك" وهي استخدام تباين الدرجات مع تعليق درجة النوا "صول" أثناء النزول المتبادل على السلم لخمس درجات متوالية، واختتم النزول بقرار الدرجة المعلقة، ثم قفز منها 11 درجة صعودا. لا يمكن بأي حال تصنيف هذه الجملة تحت أي عنوان من "الطرب الشرقي" بل هي جملة متجردة تماما لا يمكن أن يتعاطف معها الجمهور، وهي مأخوذة من تكنيك التدريبات الموسيقية الغربية للأصوات والآلات. على أي حال لم يسترسل اللحن في هذا الأسلوب كثيرا وعاد إلى سيرته الأولى بعدها مباشرة.

ردّت الروح على المضنى معك    أحسن الأيام يوم أرجعـــــــــــك
مرّ من بعــــدك ما روعـــــــني   أترى يا حلـو بعدي روعــــــــك
كم شــــــكوت البعــدَ بالليـــــل   إلى مطلع الفجر عسى أن يطلعك

وبعثت الشــوقَ في ريح الصَبا    فشكا الحرقةَ ممّا استودَعـــــك
يا نعيمي وعذابي في الـهـــوى    بعذولي في الهوى ما جَمــــعك
أنت روحي ظلم الواشــي الذي     زعم القلب سلا أو ضيـــــــعك
أرجفوا أنك شــاك موجَــــــــع     ليت لي فوق الضنا ما أوجعـك
نامـت الأعـين إلا مقـــــــــــلة    تسكب الدمـع وترعى مضـجعك
مـوقعي عندك لا يعــــــــــلمه    آه لو تعلم عندي موقعـــــــــــك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق