كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

سيد درويش 1892 - 1923

الحديث عن سيد درويش لا يكاد ينتهي إلا ويبدأ من جديد
إن الجو الذي خلقه سيد درويش بموسيقاه أثر بعمق في وجدان الناس واستمر أثره لعشرات السنين ولا زالت موسيقاه تحدث نفس الأثر كلما سمعت ولا يمل المرء من تكرار سماعها، إذ أنها تميزت تميزا فريدا في الأصالة وحسن التعبير
الحقيقة هي أن فن سيد درويش جزء من تراث أمة تعتز بمبدعيها كما تعتز بأصالتها ، وهو جزء من كفاح شعب متصل من أجل آمال تحققت وآمال لم تتحقق بعد
ها نحن نكتب عن سيد درويش بعد مرور أكثر من ثمانين عاما على وفاته ، وكاتب هذه السطور قد ولد بعد وفاة سيد درويش ، فما الذي يدعونا إلى ذلك؟ سنحاول هنا أن نجيب على هذا السؤال
كتب كثيرون عن سيد درويش وظهرت أعماله في الإذاعة والمسرح والسينما والتليفزيون بعد وفاته بسنوات طويلة. وهو هنا يختلف عن غيره من الفنانين الذين استمرت أعمالهم بعد وفاتهم ، إذ أن موسيقاه قد ظهرت ثانية بعد فترة طويلة من التواري زادت على ثلاثين عاما أعقبت وفاته المفاجئة عام 1923
فكيف تعود وبقوة بعد هذا الانقطاع الطويل وتنتشر في أجيال لم تعاصر سيد درويش ولم تسمع أعماله
صدر أيضا عن سيد درويش عديد من الكتب والمقالات ، ونحاول نحن هنا التركيز على الجوانب الفنية في أعماله أكثر من أحداث حياته 

لحن الوصوليين - عشان ما نعلا 
رحــلة فنـــان
ترى ما الذي جعل من سيد درويش فنانا على أي حال؟
ولد سيد درويش مرتين ، الأولى هي ولادته الجسدية لأمه وأبيه في الإسكندرية عام 1892
والثانية هي ولادته الفنية لوطنه وأمته في القاهرة عام 1917  


في أسرة بسيطة في أحد أحياء الإسكندرية العريقة وهو كوم الدكة ولد الطفل سيد درويش ، وحي كوم الدكة هذا حي غريب في كل شيء ، فهو على ربوة عالية في وسط المدينة تطل على أحياء الوسط الراقي، بينما تفصله عن ذلك الوسط حواجز اجتماعية واضحة ، كوم الدكة ليس به مدرسة ، فقط كتاب صغير لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم بسيط ، بينما في الخارج مدارس أجنبية ومسارح وشركات وجمعيات خيرية دولية نشطة ، والحي كما لو كان قرية فى وسط المدينة

انتمى سيد درويش مباشرة إلى الاثنين معا ، حيه الشعبي ومدينته التي جمعت ثقافة أوربا كلها في ذلك الوقت، وهكذا جاء فنه أيضا ، أصيلا شعبيا لكنه التف في ثوب حضاري متقدم للغاية
لم ينشأ سيد درويش في أسرة فنية ولم يجد أحدا يشجعه على السير في اتجاه الفن ، بل على العكس لقي العنت والتعنيف والإكراه على عمل أشياء لم يجد فيها إحساسه بذاته ، وفي ظل ظروف معيشية غاية في القسوة كان الفن بالنسبة لمثله ترفا لا يمكن لمسه

حمل الفتى الصغير مسئوليات أكثر من طاقته فقد توفي والده وهو في السابعة، وحملته أسرته على الزواج المبكر في السادسة عشرة من عمره ، واضطرته تلك المسئوليات إلى العمل مبكرا من أجل الأسرة الجديدة وهو لم يكمل تعليمه بعد
في هذه الظروف كان الفتى الصغير يبحث عن وسيلة للتعبير عما في نفسه من ضغوط وعن أحلامه في الحياة ، فلم يجد أفضل من الموسيقى. وانجذب بحسه العالي إلى ما سمعه من أساتذته في المدرسة، وبدأ يبحث بنفسه عن مصادر أخرى لهذا الفن فأخذ يتردد على ألأماكن التي تقدم الفنون في مدينته الهادئة الإسكندرية ، المحلي منها والأجنبي ، ثم بدأ يردد ما حفظه على أسماع أصدقائه

كان سيد درويش طالبا بالمعهد الديني بمسجد أبي العباس المرسي الشهير ، لكن أصدقاءه وجدوا في الشيخ الصغير موهبة تستحق الاستماع إليها فدعوه لإحياء حفلاتهم العائلية ، وسرعان ما انتشر الأمر فطلبه آخرون وعرضوا عليه أجرا مقابل ذلك فقبل  


حاول الشيخ عندئذ العمل بالفن لكنه لم يفلح ، ومن أعاجيب القدر أنه عندما استسلم لضغوط الحياة وبدأ يعمل كبناء لحساب أحد المقاولين فإذا بهذا العمل نفسه يقوده إلى أبواب الفن. فها هو المقاول يكتشف فيه موهبة ذات فائدة عظيمة عندما سمعه يغني وسط العمال وهم يرددون غناءه ، لم يكن المقاول فنانا لكنه ، تماما كشركات الإنتاج ، ومن زاوية مصلحية بحتة ، عرض على سيد درويش التفرغ للغناء للعمال بينما يحتفظ بنفس الأجر لما وجد أن غناءه أثناء العمل يزيد من حماس العمال ويجعلهم يعملون بلا كلل أو ملل ، فاستراح الشيخ الصغير من عناء العمل وتفرغ للغناء

في عام 1909 يتدخل القدر مرة أخرى فيسمع غناءه رجلان من الشوام كانا يجلسان مصادفة على مقهى بجانب العمارة التي يعمل بها الشيخ سيد وهما أمين وسليم عطا الله صاحبا فرقة مسرحية تعمل بالشام. عرض الرجلين عليه على الفور العمل بفرقتهما فقبل الشيخ سيد وسافر في أول رحلة له خارج مصر وعمره حينئذ 17 عاما ، لكنه لم يمكث غير عشرة شهور لم يوفق فيها ماديا لكنه جمع تراثا موسيقيا قيما خاصة بعد لقائه بالموسيقي المخضرم عثمان الموصلي

في عام 1912 التقى سيد درويش بعثمان الموصلي مرة أخرى في رحلة ثانية إلى الشام مع نفس الفرقة. وأكمل خلال تلك الرحلة ما كان يتوق إلى جمعه من مواد التراث وعاد بعد عامين وقد أحضر معه العديد مما عثر عليه هناك من الكتب الموسيقية 


في عام 1914 عاد سيد درويش للعمل بمقاهي الإسكندرية لكنه لم يكتف بتقديم ما حفظه عن الأقدمين كالشيخ سلامة حجازي ، ولكنه بدأ يبدع ألحانه الخاصة فقدم أول أدواره يا فؤادي كما ظهرت أغانيه القصيرة السريعة إلى الوجود وغناها بنفسه كما غناها غيره من المطربين ، وبدأ نجمه يعلو في المدينة حتى سمع عنه الشيخ سلامة حجازي وقرر أن يذهب لسماعه بنفسه
ما أن سمعه الشيخ الكبير حتى أثنى عليه وعلى الفور ، ومثلما حدث مع أمين وسليم عطا الله ، عرض عليه العمل بفرقته بالقاهرة فقبل الشيخ سيد
كان الشيخ سلامة حجازي هو الفنان الأول في مصر في ذلك الوقت وقد جابت شهرته الآفاق لما تمتع به من حنجرة ذهبية وأداء عال إلى جانب رقي مادته. وكان هو بطل عروض فرقته التي قدمت المسرح العالمي معربا وغنى فيها الشيخ سلامة القصائد القوية ، ولكن ما عرضه على الشيخ سيد لم يكن دورا في إحدى رواياته بل غناء بين الفصول ، وهو تقليد معروف في ذلك الوقت لطول الزمن بين الفقرات ، وقد استفاد منه محمد عبد الوهاب لاحقا


وبدأ الشيخ الصغير يغني ، لكنه تلقى استقبالا فاترا من الجمهور الذي تعود صوت سلامة حجازي ، وأصيب الشيخ سلامة نفسه بصدمة جعلته يخرج إلى الجمهور ليقدم سيد درويش قائلا : ” هذا الفنان هو عبقري المستقبل“ لكن الشيخ سيد أصيب بإحباط كبير جعله يقفل عائدا إلى مدينته في اليوم التالي

في عام 1917 عاد الشيخ سلامة ليكرر نصيحته للشيخ سيد بالذهاب إلى القاهرة ولكنه هذه المرة عرض عليه عرضا آخر أقوى. كان الشيخ سلامة مقتنعا تماما بموهبة الشيخ سيد ، ولذلك طلب منه التلحين ولفرقة جورج أبيض ولرواية كاملة هي فيــروز شاه
كانت فيروز شاه تجربة خاصة من جورج أبيض الذي اعتاد المسرح الجاد وقرر أن يخفف شيئا من مادته في هذا العرض كي يجتذب جمهورا أكبر مثل ذلك الذي يرتاد المسرح الكوميدي. لم تنجح تجربته لكن الجمهور جذبه شيء جديد هو ألحان سيد درويش ، لقد تركت انطباعا بأن تيارا فنيا جديدا أتى وأنه أقوى من أن يعرض مرة واحدة
لم يكن جمهور تلك الليلة فقط هو المتأثر ولكن تناثرت الأخبار إلى الفرق الأخرى المنافسة التي عزمت على استثمار الحدث لصالحها فتسابقت لاكتساب سيد درويش إلى جانبها وأغدقت عليه لاجتذابه
في خلال شهور أصبح سيد درويش يلحن لجميع الفرق المسرحية بالقاهرة وانضم لفرق : نجيب الريحاني ، علي الكسار ، منيرة المهدية. وكان عطاؤه غزيرا حتى قيل عنه أن باستطاعته تلحين خمس روايات في شهر واحد 


في عام 1919 اندلعت الثورة الشعبية بقيادة سعد زغلول وكان للشيخ سيد فضل تغذيتها بالأناشيد الوطنية والأغاني التي تعرضت لكل ما هو وطني. وفي طريق الثورة على القصر الفاسد والاحتلال الأجنبي قدمت روايات محلية احتوت على كثير من الرمز ضد الاستبداد وأعلت كثيرا من شأن القيم والرموز الوطنية والشعبية. وحقيقة قام المسرح بدور كبير في هذا الاتجاه وكانت ألحان سيد درويش هي السبب في نجاح هذه المسارح والفرق بانتشارها العارم بين الناس وبسرعة فائقة
غير أن طموحات سيد درويش لم تكن مسرحية ولم تكن مادية بل كانت موسيقية بالدرجة الأولى ، هو يريد موسيقى أفضل ، وإن كان المسرح هو الوسط الملائم فليكن ، لكنه اصطدم بإدارات تلك الفرق التي تريد من الهزل كما لا بأس به إلى جانب الجد ، كما تريد تقليل النفقات ما أمكن ، فعمل على إنشاء فرقته الخاصة ليستقل بنفسه

في عام 1920 أنشأ سيد درويش فرقته الخاصة وقدم بها روايات العشرة الطيبة لمحمد تيمور وشهرزاد لبيرم التونسي والباروكة الفرنسية 

لم يكن سيد درويش وحده في الساحة الفنية وقتها ، فقد كان هناك عملاقان عالمان هما داود حسني وكامل الخلعي ، وهما مصريان أجادا التلحين خاصة للمسرح وقاما بتلحين أعقد النصوص حتى الأوبرا. وكان على سيد درويش ، الذي لم يختلط بهما ، منافستهما وأن يخرج من تلك المنافسة متفوقا وبسلام ! وقد كان له ذلك
وربما كان سر ذلك في أن سيد درويش لم يعتبر نفسه محترفا في أية لحظة. كان هاويا إلى درجة العشق ، عشق الفن والجمال والحرية والتعبير ، ولم يكن الفن عنده مهنة كغيرها لكسب القوت ، وإنما رسالة سامية وواجب وطني. ويذكر عنه رفيق دربه بديع خيرى أنه عندما عانت فرقته من مصاعب مادية كان ينزل إلى وسط البلد وهو مفلس فيسمع ألحانه تقدمها الفرق الأخرى فيعود إليه إحساسه بالسعادة وينسى ما كان فيه من هم

في عام 1921 قرر سيد درويش بعد نجاحه أن يكتب عن الموسيقى ، فكتب للصحافة مقالات موسيقية كان يقصد بها توعية الجمهور والتثقيف الموسيقى العام واعتبر هذا الميدان الذي لم يرتاده أحد قبله أحد واجباته تجاه الرسالة الفنية التي حمل لواءها ، وكان يختم مقالاته بتوقيع ”خادم الموسيقى سيد درويش“.  ثم قرر أن ينشر كتابا يضم نوت ألحانه واتفقت معه إحدى الصحف على نشر الكتاب في حلقات 


أصبح سيد درويش سيد درويش! ولم يكن هناك باب إلا وطرقه من أجل توصيل رسالته والمشاركة فى المد الشعبي والقومي الصاعد حينذاك بكل ما يستطيع من طاقة
وهو على تلك القمة تمنى سيد درويش أن يفعل شيئا طالما حلم به ، أن يذهب إلى أوربا ، وإيطاليا بالذات موطن الموسيقار فيردي محب مصر ، كي يستزيد من العلوم الموسيقية ويقدم ألحانه فى أفضل صورة

في عام 1923 استعد سيد درويش للسفر لكن القدر لم يمهله ووافته المنية بالإسكندرية مسقط رأسه عندما ذهب إليها ذات فجر ليكون في استقبال الزعيم سعد زغلول العائد من المنفى. وبينما كان الشعب في فرحة غامرة بعودة زعيمه كانت أسرة سيد درويش تبكيه في هدوء حزين ولم يتنبه أحد في الخارج إلى وفاة روح الثورة سيد درويش

موسيقى سيد درويش
كان سيد درويش يستلهم ألحانه من الألحان الشعبية البسيطة التي يرددها الناس في مناسبات مختلفة ، وكان يستمع إلى كافة طوائف الشعب من باعة وشيالين ومراكبية وسقايين وفلاحين وعمال وغيرهم. وكان له القدرة على تحويل تلك النغمات البسيطة إلى ألحان ذكية يستطيع كل الناس ترديدها في سهولة

التعبير الموسيقى عند سيد درويش
تتلخص مدرسة سيد درويش الفنية في مبادئ أساسية هي
1- اختيار الموضوع والكلمات
2- التعبير عن الموضوع والكلمة باللحن
3- اختيار النغمات ذات الجذور الشعبية المصرية
4- صياغة الجمل اللحنية في أبسط صورة
5- صياغة الألحان في تراكيب حديثة متطورة وإيقاعات شابة مليئة بالحيوية


استطاع سيد درويش التعبير عن هموم وطنه وآماله في أصدق صورة ، باللحن والكلمة
ومن أهم أسباب انتشار موسيقى وألحان سيد درويش أنها بسيطة وسهلة مع عمق نغماتها وتأثيرها القوى في النفوس. ولم تكن ألحانه تحتاج إلى أصوات محترفة لترددها ، وقد كانت الأغاني السائدة في ذلك الوقت من أصول تركية غير معبرة عن البيئة والمزاج المصري ومليئة بالتراكيب المعقدة والزخارف اللحنية وهو ما كان معروفا بـ "موسيقى الصالونات"، يسمعها فقط خاصة العائلات والطبقة الأرستقراطية. كما أن موضوعاتها اقتصرت على الحب والغرام والهجر والفراق ، لكن سيد درويش استطاع أن يجعل الغناء للجميع ، وأحس المصريون لأول مرة في العصر الحديث بأن لهم موسيقاهم المعبرة عنهم وعن جذورهم ومشاعرهم 

وعمل سيد درويش كثيرا على إيقاظ الروح الوطنية بين المصريين بألحانه وبما يختار لها من كلمات معبرة ، بعضها من نظمه هو ، والبعض الآخر من تأليف الشعراء الوطنيين. وكان أحيانا يعجب بكلمات منشورة في إحدى الصحف فيقوم بتلحينها على الفور دون معرفة مسبقة بمؤلفها ، ومنها لحن " قوم يا مصري" لبديع خيري، فقد كان الشعور الوطني يوحد بين الكتاب والفنانين في وقت ساد فيه الاحتلال وفسدت السلطة ، ولم يتقاض أجرا عن تلحينه لأعظم ألحانه الوطنية 
ويكفي النظر إلى بعض مقاطع أغانيه لكي نعرف عن ماذا يتحدث سيد درويش وما الذى يعبر عنه ، ولكي ندرك النقلة الكبيرة التي أحدثها 

أنا المصري كريم العنصرين 

في أنشودة أنا المصري
أنا المصري كريم العنصرين .. بنيت المجد بين الإهرامين
جدودي أنشأوا العلم العجيب ، ومجرى النيل في الوادى الخصيب
لهم في الدنيا آلاف السنين ، ويفنى الكون وهم موجودين 



سالمة يا سلامة  
وفي لحن سالمة يا سلامة
صفر يا وابور واربط عندك نزلني في البلد دي

بلا أميركا بلا أوربا مافي شي أحسن من بلدي
قوم يا مصري

وفي نشيد قوم يا مصري
قوم يا مصري مصر دايما بتناديك ، خد بناصري نصري دين واجب عليك
شوف جدودك في قبورهم ليل نهار .. من جمودك كل عضمة بتستجار
صون آثارك ياللى ضيعت الآثار .. دول فاتوا لك مجد خوفو لك شعار
ليه يا مصري كل أحوالك عجب .. تشكي فقرك وانت ماشي فوق دهب
مصر جنة طول ما فيها انت يا نيل .. عمر ابنك لم يعش أبدا ذليل" 


لحن الصنايعية - الحلوة دي
وفي لحن الصنايعية
الحلوة دي قامت تعجن في البدرية .. والديك بيدن كوكو كوكو في الفجرية"
ياللا بنا على باب الله يا صنايعية .. يجعل صباحك صباح الخير يا اسطى عطية"
والنشيد الوطني المستوحى من كلمات الزعيم مصطفى كامل
بلادي بلادي .. لك حبي وفؤادي
وهو نشيد الشعب الذي غناه في ثورة 1919 وهو النشيد الوطني الحالي بعد أكثر من 80 عاما

آثــار مدرسة سيد درويش في الموسيقى
يقول الموسيقيون في مصر ، كبارهم وصغارهم
" كلنا خرجنا من عباءة سيد درويش"
وهم يعترفون بذلك لأنه كان المجدد الأول في العصر الحديث ، ولأن التطور الذي أحدثه كيفا وكما كان كفيلا بمد من جاءوا بعده من الفنانين بمدد لم ينفد بعد وقد مضت أكثر من ثمانين سنة على وفاته. وتكفى هذه الشهادة لإثبات مدى أصالة هذا الفنان ، وكانت الموسيقى قبله من عزف وغناء وتأليف وتلحين لمئات السنين تهتم بالقوالب الشكلية والزخرفة بصرف النظر عن الجوهر والمضمون ، واتفق في ذلك الفن التركي مع بقايا الفن الأندلسي من الموشحات وانفصال كلاهما بالتالي عن واقع الحياة والناس ، وقد توجه سيد درويش بالموسيقى نحو الأصول الشعبية والتحديث في آن واد 


سار على نهج سيد درويش كبار الملحنين في القرن العشرين ، والذين لم تقتصر ألحانهم على مصر بل ذاعت في جميع الأقطار العربية ، وهم محمد القصبجي ، زكريا أحمد ، محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ، وأحدثت تلك الألحان ثورة جديدة في الذوق العربي الموسيقي ، وساهمت في إثراء الحركة الثقافية القومية
والواقع أن المتتبع لآثار فن سيد درويش في أعمال الآخرين لا يجدهم فقط قد ساروا على منهجه وإنما يجد أيضا مقاطع كاملة من أعماله في أعمالهم ، وهم لم يستطيعوا حتى تحويرها أو تغييرها معالمها فظهرت كما هي!

وقد يقود هذا إلى الحديث عن سرقة ألحان سيد درويش من قبل الفنانين اللاحقين ، لكن في رأينا أنه التأثير القوي الذي لا فكاك منه! فهؤلاء الفنانين أساتذة كبار وبوسعهم وضع ألحان غاية فى الثراء وليست السرقة من شيم الأثرياء. ونحن إذ ننفى عنهم هذه التهمة فهم يعترفون بأنهم واقعون تحت تأثير سيد درويش وأنهم تربوا جميعا في مدرسته الرحيبة. ولهذا لا بأس من تتبع آثار سيد درويش في موسيقاهم لنعلم مدى ذلك التأتير ولنضع سيد درويش في مكانته الحقيقية بين الفنانين

كثيرا ما وصف سيد درويش بالعبقرية ، ومن مظاهر عبقريته :
1- أن عمره الفني لم يتجاوز ست سنوات وتوفي عن 31 عاما لكنه أحدث ثورة هائلة في الموسيقى الشرقية
2- مازالت أعماله تردد حتى اليوم بعد حوالي قرن من الزمان
3- استطاع لأول مرة في تاريخ الموسيقى العربية التعبير باللحن عن الكلمات والمواقف الدرامية
4- أول فنان يجعل من الموسيقى الشعبية فنا قوميا راقيـا
5- وضع أسس المسرح الغنائي التعبيري وألف أعظم الألحان المسرحية حتى الآن
6- ألف عشرة أدوار غنائية من مقامات مختلفة هي كم صغير في عالم الأدوار لكنها أفضل عشرة على الإطلاق
7- وضع مقاما موسيقيا جديدا أسماه زنجران
8- جعل الغناء للجميع بعد ما كان مقصورا على المطربين المحترفين
9- ظهرت آثاره الفنية في كل ما جاء بعده من موسيقى
10- لم يستطع أحد حتى الآن تقديم أعمال موسيقية ترقى إلى مستوى أعماله
واستحق سيد درويش لقب "أبو الموسيقى المصرية" حيث كانت منزلته الفنية بالشرق كمنزلة "بيتهوفن" بالنسبة للموسيقى الأوربية 

من ألقــاب سيد درويش
1- أبو الموسيقى المصرية
2- فنان الشعب
3- خـــالد الذكر
4- الفنان الخالد
5- الشيخ ســـيد
6- مؤسس الموسيقى المصرية الحديثة
7- الأســـتاذ الأكـبر
8- الموسيقار الأول
9- الموسيقار الخالد
10- نابغة الموسيقى
11- إمام الملحنيـــن
12- عبقري الموسيقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق