كلاسيكيات الموسيقى العربية * أرشيف * استماع *  تحميل *  نقد فنى *  تحليل موسيقى* أفلام * صور *  تسجيلات * كلاسيكيات الموسيقى العربية
كلاسيكيات الموسيقى العربية * الخمسة الكبار * سيد درويش * محمد القصبجى * زكريا أحمد * محمد عبد الوهاب * رياض السنباطى * نجوم الغناء العربى * أم كلثوم * عبد الوهاب * فيروز * عبد الحليم * ألحان التراث * موشحات * قصائد * أدوار * كلاسيكيات الموسيقى العربية

الاثنين، 18 سبتمبر 2017

كلاسيكيات أم كلثوم - السنباطي - سهران لوحدي

سهران لوحدي - غناء أم كلثوم
كلمات أحمد رامي - ألحان رياض السنباطي
مقام هـــزام 1950

سهران لوحدي إحدى الكلاسيكيات العاطفية لأم كلثوم التي عادت بها إلى رومانسيات الشاعر أحمد رامي بعد رحلة من الأغنيات الدينية لأمير الشعر أحمد شوقي والأغنية الصوفية رباعيات الخيام. وبها أرسى رياض السنباطي أسلوبه الشرقي المتفرد الجامع بين التعبير والطرب بالإضافة إلى لمساته الخاصة.
أضاف السنباطي إلى طرق التلحين المعروفة طريقة جديدة. الطريقة الأقدم كانت تلحين النص كلمة كلمة، تبعها تلحين البيت الكامل أو مجموعة أبيات بلحن يصور المعنى العام، ما أضافه السنباطي كان التعبير باللحن عن الحالة الوجدانية التي يطرحها النص بصرف النظر عن تراكيبه اللغوية، سواء في ذلك الجو العام للأغنية أو مجموعة أبيات يرى أنها تصور حالة أكثر منها معنى لغويا
الموسيقى واللحن
المقطع الأول
1. هناك مقدمة موسيقية تقليدية من مقام الهزام الشرقي الأصيل، أحد فروع مقام السيكاه، تنتمي إلى موسيقى سلسلة الأغاني الدينية التي بدأتها أم كلثوم مع السنباطي عام 1946، ولكن ... عند الاقتراب من الغناء نسمع نغمة الدرجة الثانية لمقام الهزام زائدة نصف درجة على آلة القانون في بداية حركة قصيرة من جنس النهاوند المصور، فرحفزا، تضفي شخصية جديدة على المقام الموسيقي نفسه قبل أن تكون إضافة لحنية، والدرجة الزائدة هي حساس مقام الفرحفزا. 
هذه اللمسة المضافة أصبحت علامة الأغنية التي اشتهرت بها لما لها من وقع عاطفي خاص .. وهي ذاتها تتكرر بعد غناء أول كلمتين .. "سهران لوحدي" .. هذا التصرف ليس غريبا عن التلوينات الشائعة لمقام الهزام، ويؤدي إلى مقام "المستعار"، أحد فروع مقام السيكاه،  لكن الغريب أن يبدأ به لحن الحركة

سنكتشف لاحقا في ألحان أخرى للسنباطي استخدامه للمسات فنية تحور من شكل المقام دون أن تغير جوهره، وقد نجح بذلك في إضفاء طابع خاص به كملحن في استخدامه للمقامات بحيث خرج بها عن الشكل التقليدي إلى شكل مستحدث

2. أما الكلمتان "سهران لوحدي"، وهما عنوان الأغنية، فقد أصبحتا عنوانا للتعبير اللحني في أفضل صورة .. فتأثير لحنهما على السامع وارتباطه الشديد بالمعنى والحالة النفسية ينتزع الإعجاب والتقدير بمجرد السماع، ولا نبالغ إن قلنا أن الأغنية كلها قد تم اختزالها لحنا في كلمتين. وانتقال اللحن من الموسيقى التقليدية إلى هذه الصورة التعبيرية القوية يوحي بأن لحن المدخل كان في خيال الملحن قبل وضع المقدمة وأن التعبير كان هدفه الأول ثم جاءت الموسيقى كتمهيد للغناء وترسيخ للمقام ليس إلا

4. يمضي اللحن بعد ذلك دون أحداث كبيرة إلى فاصل من الناي الحزين من نفس المقام لتعاد نفس الأبيات السابقة بغناء حر ينتقل إلى مقام بياتي النوا بفاصل قصير

5. يدخل اللحن مع صياغة حرة جديدة للبيتين "نام الوجود من حواليّ" في "تصوير الحالة" بدلا من وضع جمل لحنية واضحة. سبقت الإشارة إلى هذا الأسلوب في عرض أغنية "ياللي كان يشجيك أنيني"، وهو الأسلوب الذي يجعل السامع يباشر نشاطه أيا كان بينما أم كلثوم تغني .. فهو لا يحتاج للتركيز مع الغناء وإنما يكتفي بالاستمتاع بالجو النفسي الذي يقدمه اللحن
استخدم السنباطي أسلوب "تصوير الحالة" كثيرا وبرع جدا في استخدامه بينما كان يفضل الملحنون الآخرون الجمل واضحة المعالم .. وهذا هو سر تميز ألحان السنباطي وسر تشبث معجبيه بأنه أفضل ملحن لأم كلثوم، ومن هنا جاءت المقولة "إذا تكلثمت فتسنبط"!

6. ينتهي المقطع الأول باللحن الختامي القوي الموقع للبيت "أتصور حالي .. أيام و ليالي .. مرت على بالي" على مرورا ببياتي النوا إلى مقام "الهزام" الذي بدأ به الغناء 

المقطع الثاني
1. فاصل موسيقي هزام
2. غناء موقع هزام "مابين نعيمي وأنس الروح"
3. غناء حر "ولما بعدك عني طال" فيما يشبه الموال من نفس المقام ينطلق فيه صوت أم كلثوم بقوة في درجة جواب السيكاه
4. ينتهي المقطع الثاني بنفس ختام المقطع الأول

المقطع الثالث
1. فاصل بياتي نوا
2. غناء موقع من نفس المقام "ياللي رضاك أوهام"
3. فاصل آخر قصير يركز مقام البياتي
4. غناء موقع بجملة طربية مميزة في "كان عهد جميل" تذكرنا بأيام الأدوار
5. عودة للغناء الحر مع "البال مشغول"
6. يتحول الغناء إلى جنس حجاز النوا، الجنس الأوسط لمقام الهزام، مع البيت "لا يوم وصالك هناني" تمهيدا للعودة إلى مقام الأساسي "الهزام". 
يلاحظ أن أم كلثوم بالغت في أداء اللفظين "هناني" و"بكاني" في محاولة للتعبير عن الكلمتين، كل حسب معناها، رغم أن الملحن قد مر عليهما مرور الكرام دون التركيز على معنى المفردات، بدليل تشابه لحني الجملتين رغم تضاد المعنى اللفظي. فهل كانت على حق؟
الواقع أن المعنى واحد أي أنه لا فرق بين "لا يوم وصالك هناني" و"ولا هجر منك بكاني" فالنتيجة واحدة أي لا تأثير من الوصل ولا من الهجر، ولذلك رأى الملحن أن يتشابه اللحنان، وعليه فليس هناك مجال للتعبير الحرفي في هذه الحالة

7. يدخل الغناء في لحن الختام بالعودة مباشرة إلى كلمة "سهران" بنفس لحنها في البداية مما يضفي لفتة درامية توحي بقرب نهاية اللحن، بينما يعاد بقية البيتين في مطلع الأغنية "لوحدي أناجي طيفك الساري .." بلحن حر جديد من مقام الهزام يعيدنا إلى جو البداية ولكن بطريقة ختامية. عرض وتحليل د.أسامة عفيفي، كلاسيكيات أم كلثوم - السنباطي، سهران لوحدي 

سهران لوحدي أناجي طيفك الساري
سابح فى وجدي ودمعي ع الخدود جاري
نام الوجود من حواليّ وانا سهرت فى دنيايا
أشوف خيالك في عينيّ واسمع كلامك ويايا
أتصور حالي أيام و ليالي مرت على بالي

ما بين نعيمي وأنس الروح ساعة رضاك
وبين عذابي وطول النوح أيام جفاك
كل اللي شفته خطر على البال وعشت فيه هايم ولهان
ولما بعدك عني طال حنيت لأيام الهجران
سهرت وحيد والفكر شريد
أتصور حالي أيام وليالي مرت على بالي

ياللي رضاك أوهام والزهد فيك أحلام
حتي الجفا محروم منه ياريتها دامت أيام
كان عهد جميل حاسد وعزول
والبال مشغول
راحت عواذلي و حسادي وطفيت النار
ياللي صبرت على بعادي وانا عقلي احتار
لا يوم وصالك هناني
ولا هجر منك بكاني
يا طول عذابي وحرماني
سهران لوحدي أناجي طيفك الساري
سابح فى وجدي ودمعي ع الخدود جاري
روابط
كلاسيكيات أم كلثوم - السنباطي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق